وكالة مهر للأنباء- نجاح محمد علي: تناول المحلل السياسي والناشط العراقي نجاح محمد علي في مقال رأي بعثه لوكالة مهر للأنباء تحت عنوان "تشييع الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين: رسالة عزيمة ومقاومة لا تنكسر" الى أبعاد هذه المراسم معتبرا اياها حدثًا تاريخيًا مما يبعث برسالة واضحة للعدو بأن استهداف القادة لن يثني الشعوب عن مواصلة نضالها. وفيما يلي نصه الكامل:
رسالة آية الله السيد علي الخامنئي
أصدر قائد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله السيد علي الخامنئي، بيانًا نعى فيه السيد حسن نصر الله، مشيدًا بدوره كقائد فذ ورمز للمقاومة. وأكد في بيانه على استمرار نهج المقاومة حتى تحقيق النصر. وفي هذا السياق، قال السيد خامنئي:
“إن استشهاد القائدين العظيمين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين ليس نهاية لمسيرة المقاومة، بل بداية فصل جديد من العزيمة والثبات. إن دماء الشهداء تعزز قوة المقاومة وتقوي إرادة الشعوب في مواجهة التحديات. لقد أثبتت المقاومة في لبنان وفلسطين أنها ليست مجرد خيار بل هي مصير، وأن محاربة الاستكبار العالمي لن تنتهي إلا بتحقيق النصر النهائي. نؤكد أن إيران، مع كل أحرار العالم، ستظل داعمة للمقاومة حتى تحرير الأرض والإنسان.”
دلالة الخطاب:
1. استمرار نهج المقاومة: الخطاب يحمل تأكيدًا واضحًا على أن الاستشهاد لا يضعف من عزيمة المقاومة، بل يعززها. السيد خامنئي يرى في دماء الشهداء وقودًا لمواصلة النضال ضد الاحتلال.
2. توحيد الجهود: يتضمن خطاب خامنئي دعوة إلى توحيد الجهود بين جميع قوى المقاومة في المنطقة، مشيرًا إلى أن مسيرة المقاومة هي مسيرة مشتركة وليست مقتصرة على جهة معينة. هذا يعزز التعاون بين حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.
3. مواجهة الاستكبار: الخطاب يحمل تأكيدًا على أن الجمهورية الإسلامية تضع قضية المقاومة في قلب استراتيجيتها الخارجية، وخصوصًا في مواجهة ما يراه “الاستكبار العالمي” بقيادة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
4. رسالة دعم دولي: بالإشارة إلى دور إيران في دعم قوى المقاومة في المنطقة، يعكس خطاب خامنئي الدور المحوري لإيران في التحالفات الإقليمية المعادية للهيمنة الغربية والصهيونية.
خطابات قادة المقاومة
خلال مراسم التشييع، ألقى الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، كلمة أكد فيها على التمسك بنهج الشهداء والاستمرار في مسيرة المقاومة. وأشار إلى أن دماء الشهداء ستزيد من عزيمة وإصرار المقاومين على مواجهة الاحتلال.
مشاركة قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي
أصدرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بيانات نعتا فيها السيد حسن نصر الله ورفاقه، مشيدتين بدورهم في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة. وأكدت الحركتان على استمرار التنسيق والتعاون مع حزب الله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
التغطية الإعلامية الواسعة
حظيت مراسم التشييع بتغطية إعلامية مكثفة، حيث شاركت 79 دولة في نقل الحدث عبر وسائل إعلامها. وأفادت التقارير بأن مئات الآلاف من المشيعين احتشدوا في شوارع بيروت، معبرين عن حزنهم وغضبهم، خاصة مع تحليق الطائرات الإسرائيلية على ارتفاع منخفض فوق المراسم، مما أثار هتافات مناهضة لإسرائيل بين الحشود.
التفاعل الإعلامي الإسرائيلي
تزامنًا مع مراسم التشييع، قامت الطائرات الإسرائيلية بالتحليق فوق بيروت، في محاولة لاستفزاز المشيعين وإظهار الهيمنة. إلا أن هذا التصرف قوبل بتحدٍ من قبل الحشود، مؤكدين على صمودهم واستعدادهم لمواجهة أي تهديدات.
انعكاسات الحدث على مستقبل المقاومة والمنطقة
أظهر التشييع الحاشد وحدة الصف والتفاف الجماهير حول خيار المقاومة، مما يبعث برسالة واضحة للعدو بأن استهداف القادة لن يثني الشعوب عن مواصلة نضالها. كما يعكس الحدث تماسك الجبهة الداخلية للمقاومة، واستعدادها لمواجهة التحديات المستقبلية بروح معنوية عالية.
في الختام، يبقى استشهاد القادة محطة فارقة في تاريخ المقاومة، تعزز من إصرار الشعوب على تحقيق أهدافها المشروعة، وتؤكد أن مسيرة النضال مستمرة حتى تحرير الأرض واستعادة الحقوق.
/انتهى/
تعليقك